الأولوية لصورة الظواهري الإعلامية وليحترق كل شيء آخر!

بسم الله الرحمن الرحيم.؛
الأولوية لصورة الظواهري الإعلامية وليحترق كل شيء آخر!.؛
أخطأ الصحفي اليمني عبدالرزاق الجمل –الباحث في شئون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- عندما كتب في العام 2011م: "وجدتني وحيدًا حين كنتُ أقول إن الثورات الشعبية العربية لن تؤثر على رؤية تنظيم القاعدة للتغيير"؛ لكنه أصاب عندما عنون لمقالته باسم "ربيع القاعدة". حاولت القاعدة أن تثبت أنها شريك في هذه الثورات باستماتة عجيبة ظهرت في كلمات أميرها الظواهري التي بعثها لأهل مصر والشام وغيرهم، وكذا في تصريحات بعض قادة الأفرع كالوحيشي؛ حتى قال أنهم متواجدون في ساحات التغيير مع شباب الثورة. فعاشوا فترة الربيع بتمامها مع هذه الشعوب وأعادوا صياغة العديد من التقريرات وغدت تصريحاتهم تُدرس بعناية، وأكبر من ذلك غدت الثوابت تُراجع تحت ألف حجة ومسمى.؛
والمحزن بالنسبة للقاعدة أنها حاولت أن تتبنى هذه الثورات، في وقت تسابق رموزها وشبابها للتبرأ من القاعدة؛ فما كان لحزب الإخوان المستفرد بنصيب الأسد من عواطف الشعوب المُستَغفَلة –والحاضنة الشعبية التي باعت القاعدة حاضنتها الجهادية العالمية لأجلها (قبل أن تضمن شراءها!)-.. ما كان لحزب الإخوان أن يرضى بالقاعدة ضُرَّةً وشريكة. فلم تكسب القاعدة حاضنة الشعوب، ولا حافظت على حاضنتها الأصيلة لسنين مضت؛ وآثارُ هذا الأمر ظاهرة وبشكل مؤلم على إعلامها.؛
فهل نُفسِّر غياب الحكمة والبصيرة والمسئولية إزاء تاريخ القاعدة وأبناء "التيار الجهادي" أو "السلفية الجهادية" أو "المنهج" بنفاد صبر خراسان ونفاد وقود النضال بعد رحيل الإمام أسامة بن لادن رحمه الله تعالى حتى تُسلم زمامها هكذا للشعوب، أم أن الخلل العقدي قديم ولم يظهر إلا الآن مع هيمنة الظواهري على القيادة العامة للقاعدة بعد أن أغرق حكمة أسامة في البحر.؛
ما يهم الآن هو أن الربيع انقضى وانتظرنا طويلًا انفصال القاعدة، ولكن لا هي انفصلت عن الثورات المعجونة أميركيًا -كما وصفها العم أ. أبوشادية حفظه الله-، ولا هي تقدَّمت لتصحيح المسار؛ حتى أودت بها الشعوب في خريفها. أستعجلت القاعدة قطف الثمار؛ ثم اتَّهمت الدولة الإسلامية بحرق المراحل!.؛
قال الإمام عبدالله عزام رحمه الله تعالى: "من خلال الجهاد الطويل تتمايز مقادير الناس وتبرز طاقاتهم وتتحدد مقاماتهم، وتتقدم قادتهم لتوجه المسيرة وتمسك بالزمام، وهؤلاء بعد طول المعاناة يُمكِّن الله لهم في الأرض ويجعلهم ستارًا لقدره وأداةً لنصرة دينه". هكذا كان يرى الشيخ عبدالله عزام رحمه الله تعالى أهل الجهاد؛ ليسوا فقط رُوّادًا.. ولكن أيضًا أئمة مُبادرون يتقدمون للقيادة، يتقدمون بحق صدّاع لا بحق مهزوز يزري بنفسه.؛
والسؤال الأهم بالنسبة لفرع الجزيرة: ما الذي كان يحدث في أبين 2011 م؟؛ فالذي رأيناه كان "محاكمًا شرعية" تفصل في ثأرات قبلية عتيقة وشؤون أخرى بنجاح، رأينا "حدودًا شرعية" تقتص من قتلة وسط تجمهر لعامة الناس، ورؤوسًا مُنفصلة لسحرة وساحرات تُرفع بأيدي المجاهدين –ولا ادري ما رأي منبر المملكة الأردنية الهاشمية (منبر المقدسي) بخصوص إقامة الحدود في دار الحرب!-.؛
رأينا كذلك "بيعات" تُؤخذ [من عامة الناس] في المساجد -وفي المحافظات التي لم يتمكن المجاهدون فيها إلا من مديرية واحدة فقط! كمحافظة البيضاء-؛ بيعات بالسمع والطاعة لأبي بصير ناصر الوحيشي –الذي يقول بأنه لا يهتم بالبيعات ولن يطلبها أو يلزم أحدًا بها-.؛
رأينا "مشاريعًا خدميّة" وإصلاحيّة للطرق والكهرباء، و"نسفًا كاملًا" لمبانٍ حكومية اختفت ملامحها؛ رأينا "جثثًا عسكرية" من أجناد الطواغيت متراكمة في ميدان السبعين، و"اجتماعات ومراسلات" مع الأعيان والوجهاء.؛
رأينا "أنشطة دعوية" في الأسواق والتجمعات، ورأينا "هدمًا للأسوار" في المكلا وصنعاء، ورأينا "المهاجرين" من شتى الأقطار يتوافدون إلى عدن أبين؛ باختصار رأينا شيئًا أشبه ما يكون بـ الدولة الإسلامية –الخلافة أعزَّها الله- منهجًا وعقيدةً وسياسةً في اليمن!.؛
فكيف ولمَ تغيَّر كل ذلك؟؛ وبمَا نفسّر عزلة التنظيم المفاجئة اليوم عن أحداث اليمن والعزوف الكلي عن أي تدخل سياسي فاعل؟. لمَ بتنا نرى عمليات غير نوعية؟!، وتصريحات على استحياء!، وكلمات غاية في العموم ولا ترقى لحجم الباطل الذي يمثله وينشره الحوثي في اليمن؟!؛ وهو باطل شجاع!، مُختلف عن الحق المهزوز الذي تظهره القاعدة!.؛
كُثر يتساءلون هل سنرى قريبًا قاعدة للمقاومة الإسلامية؟، ومكاتبًا قطرية؟؛ أم أن القاعدة ستقطع شكوكهم باليقين فيما يتعلق بملفات قطر والإخوان وإيران!.؛
يتساءلون هل ستستمر بـ"إقالة العثرات لذوي الهيئات"؟!، أم ستدرك مُتأخرة أن عثرات الكِبار تُمثِلُ عقائدًا جديدة!.؛
ذكر أبا هريرة الصنعاني (قاسم الريمي) في رثائه للشيخ الشهيد بإذن الله سعيد الشهري رحمه الله تعالى بأنَّ رسائلَ عتابٍ وصلت الشيخ الشهري من القيادة العامة إثر السيطرة على مناطق أبين وشبوة 2011م –ولعلّها شبيهة بتلك التي تلقَّاها أبا مصعب الزرقاوي رحمه الله تعالى منهم!-؛ فما الذي يجب أن نفهمه من ذلك إن علمنا أنه من كان يقود معارك وأحداث أبين بنفسه؟!.؛
سؤالي الأخير للقاعدة –وهو السؤال الوحيد الذي يهمني ويعنيني حاليًا-؛ هل أعطى الوحيشي ورفاقه الأولويَّة لصورة الظواهري الإعلامية على حساب مصلحة أهل السنة في اليمن؟!.؛

/
"أم حزم العولقية "أنصار بلا حدود
الدولة الإسلامية
؛30 ربيع الثاني 1436 هـ