نصيحتي لتنظيم للقاعدة
يشتكي مني كثير من الإخوة الأعزاء في تنظيم القاعدة ويهاجمونني بألفاظ لا أحب أن تصدر منهم مدعين بأنني أهاجمهم وأميل إلى الدولة وأحب أن أقول لهم : أيها الإخوة حين يختلف الناس في حكم شرعي فإن الواجب الشرعي يحتم على طالب العلم أن يكون مع الشرع ولو خالف الناس كلهم الأحباب والأعداء ولا أراكم تخالفون في هذا الأصل فإذا اتفقنا عليه فلا يلومكم أحد إن ذهبتم إلى شيء ترونه أنه الشرع ولا تلوموا أحدا خالفكم لأنه يرى أن الشرع على خلاف ما تقولون وبحمد الله لم يصدر مني كلام مسيء بل كله انتقادات شرعية لمبررات شرعية وهذا النقد لم يقصد به التهجم لمجرد التهجم وإنما يقصد به النصيحة مع شيء أحيانا من شدة العبارة لخطورة المخالفة وقد كنت من قبل انتقد الأعمال الجهادية بشكل عام متأثرا بطرح الجماعات الإسلامية فلما دخلت تلك الجماعات الديمقراطية ترجح لدي أنهم دخلوا في كفر وأن الطريق الشرعي مهما وقع في تطبيقه من أخطاء فهو الطريق الوحيد لإقامة شرع الله ودافعت عن القاعدة بقدر استطاعتي وما يسمح لي به الوضع ومقالاتي محفوظة رغم أنه كان لي ملاحظات عليها تتلخص فيما يلي :
أولا : الغبش الذي يلف مواقفهم حين تكون هناك قضية صراع بين الجماعات الإسلامية والحكومات أو الأحزاب العلمانية فتجدهم يغلبون جانب الولاء للجماعات الإسلامية مع تفريط بشيء من المبادئ التي يفترض أن يتمسكوا بها ولا يفرطون فيها .
ثانيا : في اليمن في حرب 94 اشتركوا في الحرب ضد الاشتراكي بالتنسيق مع الإخوان تحت راية الشرعية الدستورية والديمقراطية وتولى بعضهم أعمالا في الدولة .
ثالثا : في ثورات الربيع العربي اشتركوا في أعمال الساحات التي كانت تصرح بأنها تطالب بالدولة المدنية وعرف عنهم تأييدهم لمرسي .
رابعا : لم يكن لهم موقف واضح رسمي من قاعدة الشام الذي ثبت تحالفها مع قوى تحكم عليها القاعدة بالردة والعلمانية فصار وضعهم مثل الإخوان سلفيهم يوافق على نقد صوفيهم ولكن في الكلام العام غير الموجه أو بطريقة سرية وأما أن تجد نقدا من سلفي إخواني لجماعة الإخوان بالاسم فلم أجده حتى الساعة .
خامسا : لم يعرف لهم موقف واضح يحدد موقفهم من أحزاب أمراء الحرب في أفغانستان في حينه رغم ما كانوا عليه من اختلاف عقائدي وتعصب مذهبي وعرقي .
سادسا : لم يراجعوا الموقف الشرعي من قضية الولايات القطرية وما مدى مطابقتها للشرع وما مدى تحقيقها لمصلحة الأمة في الوحدة والاجتماع .
سابعا : لم يرفعوا شعار الخلافة كنظام إسلامي تتوق الأمة إلى إقامته وتطبيقه ويعتبروه رابطة تربط المسلمين وتقضي على الحدود التي صنعها الاستعمار .
ثامنا : في قضية التكفير كثير منهم يتكلم فيها وهم لا يتمتعون بثقافة شرعية واضحة ليعرفوا بها ما هو الكفر ومن الذي يكفر بدليل انجرارهم وراء علماء الجماعات وربما تأثروا بفقهاء الطاغوت في دعواهم أن رجال الخلافة والدولة هم جماعة تكفيرية وأهل غلو مع أن فقهاء الطاغوت يحكمون على القاعدة والدولة بأن الجميع خوارج فصاروا يرددون هذه التهمة مع عموم الناس ويدافعون عن أنفسهم بما يصح أن تدافع به الدولة عن نفسها .
تاسعا : وفي قضية الخلافة وضرورة اختيارها من قبل أهل الحل والعقد لهم فيها خبط كثير فإن قلت لهم أهل الحل والعقد في الدول الإسلامية اليوم ليسوا جماعة الجهاد بل ولا الجماعات الإسلامية الديمقراطية بل جميع الجماعات الإسلامية لا توصف شرعا بأنها أهل الشوكة بل هي مستضعفة فيجيبونك بأن المقصود أهل الحل والعقد في الجماعات المجاهدة فيبرز سؤال وهو وكم عدد الجماعات المجاهدة في سوريا أو في العراق أو في أفغانستان وهل هي على رأي واحد تريد الخلافة وهل هي أهل الشوكة وما حكم ما إذا ادعت جماعة من هذه الجماعات في سوريا بأنها هي التي تعبر عن الدين الوسط وأنها هي التي تريدها جماهير الشعب واستحوذت لكثرة أعدادها أو لتأثيرها في ساحات القتال فلا تجد جوابا .
عاشرا : وموقفهم من الدولة الإسلامية والخلافة موقف عجيب فهي في أكثر من بلد تعلن الإمارة الإسلامية ففي أبين في مدينة من مدنه أقاموا فيها إمارة وغيروا اسم المدينة واستقلوا بالأحكام من دون استشارة أهل الحل والعقد بل بقوة السيف وأقاموا إمارة في مالي بقوة الحديد والنار وإمارة في الصومال بقوة الحديد والنار وكلنا يعلم أنهم يقولون بشرعية أمارة طالبان ونحن نعلم أنهم جردوا السيف وقضوا على كل معارض وأقصوا جميع الأحزاب والجماعات التي كنت موجودة في أفغانستان كل ذلك بقوة الحديد والنار ويجيبون على هذا التناقض بأن هناك فرقا بين الإمارة والخلافة وتفريقهم يحتاج مستند شرعي واضح مدعم بالأدلة ثم لما أعلنت الدولة في العراق أيدوها فلما امتدت إلى الشام خالفوها فحين كانت مشردة في صحراء الأنبار أيدوها وحين مكن لها الله من مساحاة واسعة من أرض سوريا والعراق وفي أخصب الأماكن ثروة وزراعة عارضوها ولم يعترفوا بها مع أن المقصود الأساس من الخلافة هو توحيد المسلمين أرضا وإنسانا .
وحين أناصر دولة الخلافة وأنتقد القاعدة في هذه المسائل وفي غيرها يتصدى لي كتاب ومعلقون يناصرون القاعدة في الفيس وفي تويتر فمنهم من يتهمني بالمخابرات ومنهم من يتهمني بالتواطؤ مع الحوثي ومنهم من يتهمني بأنني سروري ومنهم من لا يحسن التعبير فيتهمني بأنني كنت عدوا للجهاد والمجاهدين ومعلوم أن معادات شيء من شرع الله يعتبر كفرا
ولهذا أنصح للقاعدة أولا بمنع مهاجمة الدولة ومناصريها وأن لا تعترض على أي تواجد لأنصارها في أي بلد وأن لاتمنع أحدا ممن كان معها إذا أراد أن يكون في جماعة جهادية غير القاعدة وحتى تتجنب الصدام مع من يخالفها أن تبين في بيان لها أنه لا يعبر عنها إلا متحدث باسمها أو تصريح لأحد قياداتها وأنها غير معنية بما يصدر من أناس يناصرونها بجهل وعصبية وأنها لا تقر التطاول على من يخالفها من العلماء .
والله أعلم : كتبه عبد المجيد الريمي بتاريخ 3 /5 / 1436 هـ