من هم الخوارج وما هي عقيدتهم؟

من هم الخوارج وما هي عقيدتهم؟
فيقال: إن من المعلوم أن الخوارج لهم عقيدة يعتقدونها وأعمال يعملونها، وإليك بعض كلام أهل العلم عن الخوارج:
* قال ابن قدامة: "الخوارج الذين يكفرون بالذنب ويكفرون عثمان وعلي وطلحة والزبير وكثير من الصحابة، ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم إلا من خرج معهم"، وقال: "وقد عرف عن مذهب الخوارج تكفير كثير من الصحابة ومن بعدهم، واستحلال دمائهم وأموالهم واعتقاد التقرب بقتلهم إلى ربهم".
* وقال ابن تيمية: "فإن الخوارج غايتهم تكفير عثمان وعلي وشيعتهما"، وقال: "ومن أعظم ما ذم به النبي الخوارج قوله: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)" ا.هـ.
* وقال ابن القيم: "رد الخوارج والمعتزلة النصوص المحكمة غاية الإحكام في ثبوت الشفاعة للعصاة وخروجهم من النار بالمتشابه" ا.هـ.

وجاء عن النبي في وصفهم في الصحيحين: "سيماهم التحليق" ومن عقيدتهم أنهم لا يشترطون في الإمامة الكبرى القرشية، ومن عقيدتهم إنكار رجم الزاني، قال ابن بطال: "أجمع الصحابة وأئمة الأمصار على أن المحصن إذا زنى عامداً عالماً مختاراً فعليه الرجم ودفع ذلك الخوارج وبعض المعتزلة، واعتلوا بأن الرجم لم يذكر في القرآن. نقله ابن حجر في الفتح، ثم قال: "وحكاه ابن العربي عن طائفة من أهل المغرب وهم من بقايا الخوارج" ا.هـ.

وإذا تبين أن هذه أعظم أصول الخوارج فلننظر في منهج الدولة الإسلامية وأعمالها وتصريحات قياداتها فيتبين لنا هل تنطبق عليهم أصول الخوارج فيكون الحكم عليهم بأنهم خوارج صحيحاً، أم أنها لا تنطبق عليهم وهم بريؤون منها براءة الذئب من دم يوسف فيكون الحكم عليهم بذلك باطلاً وكذباً وزوراً وبهتاناً.
فهذا الخليفة أبو بكر البغدادي يقول: "أيها المسلمون في كل مكان"، ويقول مخاطباً جنوده: "فإن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً"، ويقول: "وإياكم أن تسلموا أهلكم وعشائركم واعلموا أن عيون أهل السنة في كل مكان عليكم وإن إخوانكم في الشام يرقبونكم".
وهذا المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية أبو محمد العدناني يقول: "وننبه المسلمين أنه بإعلان الخلافة صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة ونصر الخليفة إبراهيم، وختاماً نهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك".
فهذه تصريحات رسمية واضحة في أن الدولة لا تكفر المسلمين وتخاطبهم باسم الإسلام وتدعوهم إلى مبايعة الخليفة إبراهيم وتهنئهم بحلول رمضان، ولو كانت الدولة تراهم كفاراً ومرتدين لدعتهم إلى التوبة من الكفر والردة، ولما سمتهم مسلمين.
بل هذا المتحدث الرسمي أبو محمد العدناني يقول: "وهذه دعوة نوجهها لكل من يتهمنا بالغلو عالماً أو شيخاً أو داعية أو قاضي في أي مكان في العالم، لكل مسؤول أو قائد أو جندي في أي فصيل، لكل مسلم؛ أن يأتي إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية في العراق أو في الشام فيطوف على مقراتنا ومعسكراتنا ومعاهدنا ويلتقي بمن شاء من جنودنا وقادتنا وأمرائنا فيرى ويسمع بنفسه ويسأل ويفتش ويدقق ثم بعدها يحكم علينا ويشهد على عقيدتنا ومنهجنا".
وهاهم قادة الدولة يدعون من أساء إليهم وقاتلهم سابقاً من العشائر في العراق إلى التوبة من قتالهم والالتحاق بهم، وهاهم يظهرون الدفاع عن المسلمين ويتوعدون من يؤذيهم في أجسادهم وأنفسهم وأموالهم، وهاهم يطلقون سراح آلاف الأسرى من سجون الرافضة ويحسنون إليهم ولم يستتيبوهم من الكفر والردة مع أن الكثير منهم ليسوا من جنود الدولة، وهاهم يستدلون بأقوال أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد، وهاهم يقتلون النصارى ويضربون عليهم الجزية ويقتلون عباد الأوثان من الرافضة واليزيدية والنصيرية والأكراد الشيوعيين، وهاهم يصرحون بأنهم على منهج أهل السنة ولا يكفرون مسلماً بكبيرة ولا يستحلون دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، ويثبتون الشفاعة لأصحاب الكبائر من أمة محمد ولا يكفرون الصحابة بل يجلونهم ويترضون عنهم ويقاتلون من كفرهم من الرافضة والإسماعيلية، ويهدمون القبور والأضرحة الشركية، ويدعون إلى جماعة المسلمين تحت إمام واحد قبل إعلانهم الخلافة، ويشترطون في الإمامة الكبرى القرشية، بل ها هم يعاقبون بالسجن كل من وقع في الغلو وتكفير المسلمين ممن كان تحت ولايتهم، وهاهم يقيمون حد الرجم للزاني المحصن وغيره من الحدود خلافاً للخوارج، وليست سيماهم التحليق بل سيماهم إطالة الشعر اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.