خرافة أن الدولة خوارج ]]
من المعلوم في عصرنا أن وصف الخوارج حين يستخدم بين الجماعات الإسلامية , فلا يعبر في حقيقته إلا عن الحسد والغيرة .. !
فكل جماعة تريد أن تداري تقصيرها أمام أتباعها , لا تجد تبريراً أفضل من وصف غيرها بالخارجية والغلو ..
فالجامية لا تستطيع أن تداري صمتها عن ظلم ( ولي أمرها ) , إلا حين تصف من ينكر عليه بأنه خارجي , ولا تملك وسيلة أخرى للحفاظ على أتباعها من التفلت إلا بتحويل ( الصدع بالحق ) إلى منكر قبيح عن طريق وصف أصحابه بالخارجية .. !
كذلك كل الجماعات التي فرطت في الجهاد لا يمكنها أن تتبجح بأنها ذات منهج مع قعودها , إلا حين تصف المجاهدين بالخوارج أو الـ ( غلو في الجهاد ) !!
والقاعدة المعمول بها أن الجماعة حين تعجز عن مسايرة جماعة أخرى في نصرتها للدين , تتهرب من الإعتراف بتقصيرها تكبرًا , وخشية من تفلت أتباعها منها , وتصف من تجاوزها بالخارجية والغلو ..!
ويمكنك بسهولة أن تطبق القاعدة على الواقع لترى أن نفس دوافع جبهة النصرة في وصف الدولة بالخوارج , هي ذاتها دوافع جمال معروف مثلاً حين يصف جبهة النصرة بالخوارج ..
بل حتى هي نفسها ذات الحماقة التي فعلتها النصرة حين وصفت الدولة بـ ( الخوارج عملاء إيران ) , كررها معروف مع النصرة حين وصفها بذات الأوصاف والجمع بين النقيضين !!!
فوصف الخارجية لا علاقة له بأي وصف شرعي أبدًا , بل لو كان وصف عملاء إيران أقوى لكان هو الوصف الوحيد المستخدم ضد الدولة , لولا أنه لن يعبر إلا عن بلاهتهم !
غير أن جبهة الجولاني لها غرض آخر من وصف الدولة بالخوارج , حيث اعتمدت الوصف كحل سحري لمشكلتها التي ظلت معلقة بلا حل , وهي كيفية تبرير إنفصالها عن الدولة , بل إن فتاوى أبو قتادة عن خارجية الدولة لم تطلق إلا لتستخدمها جماعات سوريا كسند شرعي لها .. تحاول أن تمنع به أتباعها من الإلتحاق بالدولة ..
( راجع كل صدام حدث بين النصرة والدولة , وكيف كان يهرب قادة وجنود النصرة منها ويعودوا إلى الدولة )
أما باقي تنظيرات القوم عن خارجية الدولة , فحين عجزوا عن إثباتها أصبحوا جميعًا يعلقونها بما أسموه ( تكفير المسلمين ) !
فالدولة عندهم تكفر عامة المسلمين لذا هي دولة خارجية حتى لو لم تشترك مع الخوارج في أي صفة أخرى , بل حتى لو كانت لا تدرس إلا كتب السنة , وحتى لو اختلفت مع الخوارج في كل أصولهم ..
ومع أنهم لا يملكون ربع دليل على تكفير ما يسمونه عامة المسلمين هذا , إلا أنك في النهاية ستجد أن عامة المسلمين عندهم ليسوا إلا رؤوس الردة من الصحوات !!
وللعقلاء أن يتفكروا :
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لاشترطت على المهاجرين تكفير المسلمين قبل الإلتحاق بها .. !
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لما ثأرت للمسلمات الأسيرات في الكنيسة القبطية , ولما حاولت أن تفك أسرهن بعد خطفها للأقباط !
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لدعمتها أمريكا حتى تخلصها من المسلمين !!
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لما أرسلت جيشًا في وقت كانت تعاني فيه من الضيق , وسمته النصرة لتنصر به أهل الشام !
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لقتلت وهجرت أهل السنة في في كل مدينة تفتحها !!
لو كانت الدولة تكفر عامة المسلمين لعزلت نفسها عن المسلمين , لا أن تعلن الخلافة وتدعوا كل المسلمين لبيعتها والهجرة إليها !!!
أخيرًا لا يجوز شرعًا ولا يحل لرجل على الأرض مهما كانت منزلته أن يصف مجموعة مهما كانت بأنها كلاب النار , بل حتى الكافر لا يُحكم عليه بالنار وهو حي !!
وقد نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لعن بعض ( الكفار ) :
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ "
بل قولهم كلاب النار من التألي على الله , وهو من محبطات الأعمال !!!!
وحتى لا تشك أن هؤلاء لا تحركهم إلا الأهواء والأحقاد , فلن تجد واحدًا منهم يتحدث عن النصيرية أو الروافض بقوله ( أهل النار ) , كما يفعل مع من يسميهم خوراج !!!
.
الأربعاء 20 جمادى الأولى 1436 هـ
11 / 3 / 2015
كتبهُ :
لويــس