هل حقا الجولاني انشق عن الدولة لأن تمددها تم دون مشورة جماعات الشام
ادعى الجولاني أن الدولة حين تمددت لم تستشر أي جماعة خارج الدولة الإسلامية فضلاً عنه هو , لذا انشق عنها .. فقط لا أكثر !
ويتجاهل الجولاني أن التمدد قد حدث أصلاً يوم أرسلته الدولة , فإن كان اعتراضه فعلا على أن الدولة لم تستشر جماعات الشام , لَما ذهب يوم أرسلته الدولة , ولاشترط على الدولة استشارة أهل الشام أولاً قبل إرساله إن كان صادقًا , لكنه لم يفعل مما دل على أن حجته مجرد كذبة يبرر بها خيانته !
والحقيقة أن الجولاني لم يعترض على التمدد فالتمدد كان حادثًا فعلاً , إنما اعتراضه كان على عزل أميره له !!!
قدم الجولاني للناس عزله في صورة إندماج يرفضه وتمدد دون مشورة , مناقضًا نفسه حين اعترف بأن الدولة من أرسلته , وأن وجوده في الشام ليس سوى إمتداداً للدولة غير معلن !
فهل يوجد عاقل يعتبر أن الوجود الفعلي لا يحتاج لمشورة , بينما إعلان الوجود يحتاج لمشورة ؟!
فإن كان اعتراض الجولاني على إعلان التمدد , فمن باب أولى أن يعترض أساسًا على وجوده هو نفسه !!
مما يدلك بسهولة على أن الرجل مجرد طالب سلطة , ولأجلها نكث بيعته وخان !
إلى الآن لا يملك الجولاني سببًا حقيقيًا لإنشقاقه , وأجزم أن سؤاله عن سبب الإنشقاق يظل إلى الآن من أكبر الأسئلة المحرجة له , مع ملاحظة أن قصة ( الدولة خوارج ) لم تكن قد اخترعوها بعد حتى يتحجج بها !!
من هنا يمكنك أن تفهم كيف عمل الجولاني وقيادات النصرة على الوقيعة بين جبهتهم والدولة الإسلامية (بعد أن تركته الدولة يؤسس جبهته الثانية ولم تحاسبه على خيانته) , فعلاقة المودة التي كانت بين النصرة والدولة ومع عدم وجود مبرر مقنع للإنشقاق كان يعني تدريجيًا ذوبان جبهته في الدولة , فكان لابد أن يفتعل الجولاني أسبابًا لمعاداة الدولة ليضع حاجزا بين جبهته والدولة يمنع تسرب جنوده منه ..
وأخيرًا يفسر لنا هذا مواقفه التي طفت على السطح فجأة من إلقاء اللوم على الدولة حين غدرت الصحوات بها , إلى آخر خياناته المعلومة للجميع .. !
.
الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1436 هـ
10 / 3 / 2015
كتبهُ :
لويــس